صلة الأرحام
قال الله تعالى: “واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام”.
صلة الرحم متصلة ببر الوالدين بعد وفاتهما، وهي الاحسان الى الأقربين من ذوي النسب والأصهار والعطف عليهم والرفق بهم.
وهي حفظ للمجتمعات وطاعة لرب الأرض والسماوات، ينال بها الفضل ويرجى بها الكرم ويطلب بها العفو.
وهي طول في العمر وبركة في الرزق وسعادة في الدنيا وذكر بعد الوفاة وفلاح للشعوب، وهي تملأ القلوب حبا وتزيد من الباري قربا.
قال تعالى: “والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب”.
وها هو الحبيب المصطفى يملأ الأسماع ويمتع القلوب وينعش الأفئدة وينشر البر والرحمة في قوله: “من احب ان يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه” (رواه البخاري).
ويقول الصادق المصدوق: “صلة الأرحام وحسن الجوار وحسن الخلق يعمرن الديار ويزدن في الأعمار”. (رواه أحمد).
ويقول: “أيها الناس: افشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام”. (رواه أحمد).
ثم اسمع معي الى هذا الحديث الذي يبين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية صلة الأرحام وتقديمها على كسر الأوثان وتوحيد الواحد الديان، والحديث في رواية مسلم فيقول صلى الله عليه وسلم: “أرسلني الله بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله ولا يشرك به شيء”.
فيا أخي المسلم، اعلم ان من قطع رحمه قطعه الله واعلم ان قاطع الرحم لا يدخل الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قاطع رحم” (رواه ملسم).
قاطع الرحم معرض للعنة الله والغضب.. “أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار”.
قاطع الرحم أعماله مردودة عليه كما قال صلى الله عليه وسلم: “إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع الرحم”. اجعلنا الله ممن يصلون الأرحام.
ان هذا الدين يأمر بالمودة والاحسان، والحب والاكرام للمؤمن البعيد فكيف بالقريب؟ فالحب والنصح وعدم الظلم واجب على المؤمن تجاه اخوانه مهما بعدت دارهم ونأت منازلهم وعدمت قرابتهم، فكيف به مع القريب والنسيب؟
جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعوني وأحسن اليهم ويسيؤون الي فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل أي الرماد الحار ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك (رواه مسلم).
قال تعالى: “خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين” وحينما سأل صلى الله عليه وسلم جبريل عن هذه الآية قال: “إن الله يأمرك ان تصل من قطعك. وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك”.
اللهم اجعلنا من الاتقياء والانقياء الذين يصلون الأرحام. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.